Home Arabia Felix د. سمير طنطاوي: ارتفاع منسوب مياه البحار يهدد المدن الساحلية الكبرى حول...

د. سمير طنطاوي: ارتفاع منسوب مياه البحار يهدد المدن الساحلية الكبرى حول العالم

576


Download PDF

استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ

أصبح ارتفاع منسوب مياه البحر مصدر قلق كبير للعديد من المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.

ويشكل تغير المناخ وذوبان القمم الجليدية القطبية من العوامل المساهمة في زيادة مستويات سطح البحر التي يمكن أن يكون لها تأثير عميق على المجتمعات الساحلية.

وفي بعض المناطق، أدى ارتفاع منسوب مياه البحار بالفعل إلى فيضانات ساحلية، وتآكل الشواطئ، وتلوث المياه الجوفية والتربة بالمياه المالحة.

المدن الساحلية المنخفضة مثل الإسكندرية وميامي وبانكوك وشنغهاي معرضة بشكل خاص لارتفاع منسوب مياه البحر لأنها تقع في مناطق معرضة لخطر الغمر الكامل.

وتواجه هذه المدن تحديات اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة لأنها تكافح من أجل التكيف مع الظروف المتغيرة.

الآثار الاقتصادية لارتفاع منسوب مياه البحر كبيرة لأنها يمكن أن تعطل عمل مدن الموانئ وغيرها من المراكز الاقتصادية الهامة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي فقدان الأراضي الساحلية بسبب التآكل وخطر الفيضانات إلى تشريد ملايين الأشخاص، فضلا عن إلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية مثل الطرق والجسور والمباني.

كما يتسبب ارتفاع منسوب مياه البحار في إلحاق أضرار بالموائل الطبيعية والنظم الإيكولوجية التي تدعم المدن الساحلية.

إن تسرب المياه المالحة إلى إمدادات المياه العذبة، وفقدان الأراضي الرطبة، وانخفاض أعداد الأسماك والحياة البرية ليست سوى عدد قليل من الآثار التي يحدثها ارتفاع منسوب مياه البحار على البيئات الساحلية.

وللتصدي لخطر ارتفاع منسوب مياه البحار، يجب على المدن الساحلية اتخاذ إجراءات للتكيف وحماية نفسها.

ويمكن أن يشمل ذلك مجموعة من التدابير، بما في ذلك تحسين البنية التحتية، والاستثمار في الجدران البحرية وغيرها من أنظمة الحماية من الفيضانات، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر للاستعداد بشكل أفضل لأحداث الفيضانات الساحلية والاستجابة لها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدن اتخاذ خطوات للحد من انبعاثات الكربون، والتي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر.

بدأت الحكومات في جميع أنحاء العالم في اتخاذ خطوات للتخفيف من آثار ارتفاع منسوب مياه البحر.

وتشمل بعض هذه التدابير بناء جدران بحرية، وإنشاء الأراضي الرطبة وغابات المانغروف، وتطوير نظم الإنذار المبكر لتنبيه السكان إلى الفيضانات المحتملة.

ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه الحلول باهظة الثمن، وغالبا ما تكون هناك تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة لتنفيذها.

يشكل ارتفاع منسوب مياه البحر تهديدا كبيرا للمدن الساحلية في جميع أنحاء العالم، ومن المهم أن نتخذ إجراءات الآن للتخفيف من آثارها.

وسوف يتطلب هذا قدرا كبيرا من الاستثمار والتعاون على المستويات المحلية والوطنية والدولية، ولكن تكاليف التقاعس عن العمل أكبر من أن يتم تجاهلها.

يعتمد مستقبل مجتمعاتنا الساحلية على قدرتنا على التكيف مع الظروف المتغيرة الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر، ويجب أن نعمل معا لإيجاد حلول تضمن بقائها.

Print Friendly, PDF & Email

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.