Home Arabia Felix حركة التحرير والبناء تطوّر قدراتها العسكرية.. الاستعداد لكل السيناريوهات

حركة التحرير والبناء تطوّر قدراتها العسكرية.. الاستعداد لكل السيناريوهات

643


Download PDF
 
حين تمّ الإعلان في شباط عام 2022 عن تشكيل حركة التحرير والبناء من اندماج أربعة فصائل عسكرية ثورية هي (فرقة أحرار الشرقية، وجيش الشرقية، والفرقة عشرون، وصقور الشام قطّاع الشمال)، كان القصد من ذلك إعادة هيكلة فصائل الثورة العسكرية وتهيئتها لأي تطورات محتملة على صعيد الوضع السوري.

حركة التحرير والبناء لم تذهب لاندماجٍ عسكري فحسب، بل ذهبت أيضاً إلى اندماج رؤى فصائلها سياسياً، وهذا يعني ليس اندماج مكاتبها السياسية بصورة تلقائية، بل خلق رؤية سياسية وطنية للصراع في سوريا، تكون بوصلة لتحرير البلاد من ربقة الاحتلالات البغيضة، التي جعلت جغرافية البلاد مقسمة بينها كمناطق نفوذ.

وباعتبار أن حركة التحرير والبناء تنتمي عسكرياً للفيلق الأول في الجيش الوطني السوري التابع للحكومة المؤقتة، فإنها تطوّر من قدراتها العسكرية واللوجستية، وهذا ينعكس على قدرات مقاتليها وعياً وانضباطاً وعلوماً عسكرية حديثة.

فليس طبيعياً أن السيناريوهات المحتملة لاتجاهات الصراع مع النظام الأسدي ومع ميليشيات ما يسمّى “قوات سوريا الديمقراطية، تأخذ فقط صورتها العسكرية من خلال معارك محدودة، كالتصدي لمحاولات الاختراق، أو الرد على نيران عدوة بمثلها، بل يجب أن تأخذ هذه السيناريوهات أبعاداً في رؤية الجيش الوطني عموماً ورؤية حركة التحرير والبناء خصوصاً.

الجيش الوطني السوري هو الذراع العسكرية الشرعية لقوى الثورة والمعارضة، التي تضع نصب عينيها هزيمة الاستبداد الأسدي، وبناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، والمساهمة في بناء الوطن والإنسان السوري، وهذا يظهر جلياً في وعي قيادة حركة التحرير والبناء، على مستوى قيادتها العسكرية ورؤيتها السياسية.

الجيش الوطني السوري ككلٍ وحركة التحرير والبناء كأحد قواه الرئيسية وقفوا مع شعبهم السوري بلا ترددٍ، وهم حموا المظاهرات الشعبية، التي عمّت كل مناطق الشمال السوري بمدنه وبلداته، لإيمانهم أن هذا الشعب السوري العظيم خرج ليقول أن لا صلح مع نظام الإبادة الأسدي، وأن الحل السياسي في صيغته الدنيا المقبولة هو تنفيذ القرارات الدولية ومنها بيان جنيف1، وكذلك الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تحمل الرقمين 2118 و2254.

ومع تطورات محتملة حول احتمال إعادة العلاقات بين تركيا والنظام الأسدي، وأثر ذلك على صيرورة الصراع بين قوى الثورة السورية والنظام الأسدي بدأ الجيش الوطني السوري من تكثيف تدريباته العسكرية، ورفع جاهزيته في مناطق سيطرته، وفق تقرير نشره موقع (داماس بوست).

 جاء في تقرير داماس بوست المصوّر “من جانبه نشر الفيلق الثالث على معرفاته الرسمية يوم الأربعاء 4 كانون الثاني/يناير ما قال عنها إنها دورة تدريبية نظرية لمقاتلي الفيلق على أسلحة الـ م.د، في وقت زار فيه وزير دفاع الحكومة المؤقتة العميد الطيار حسن حمادة معسكرات تدريبية لقوات تابعة لوزارته، حيث ألقى كلمة أكّد فيها على المضي بالثورة حتى استعادة الشعب السوري لحقوقه المسلوبة في الحرية والكرامة، وأشار الوزير إلى أن الثورة تمرّ بمرحلةٍ تتطلب من جميع المقاتلين التمسك بسلاحهم، وتطوير قدراتهم العسكرية وكفاءاتهم القتالية من خلال التدريب المستمر وفق أسس حديثة.

إن التحام الجيش الوطني السوري ومن ضمنه قوات حركة التحرير والبناء بالشعب السوري الرافض للتصالح مع نظام القتلة والتدمير الأسدي، هو التحام مصيري، هذا الالتحام ضرورة تاريخية تتعدى مصالح كل الفئات لغاية أساسية هي الخلاص من نظام الاستبداد الأسدي، وإن الشعب السوري في كل مناطق الشمال والذي خرج بتظاهرات عارمة عمّت كل مناطقه، إنما يريد أن يستمر بثورته حتى رحيل نظام متهالك آيل للسقوط.

شعبنا السوري في مناطق الشمال المحرر (درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام) وفي محافظة إدلب وفي محافظتي دير الزور والرقة، وبعض مناطق محافظة الحسكة، تظاهروا رفضاً لأي صلح مع قتلة الشعب السوري، وبيّنوا من خلالها أنهم شعبٌ حيٌ لا يتنازل عن حقه في الحرية والكرامة وتحرير الأرض.

إن هذه الانعطافة الهامة في مسيرة الثورة والصراع مع النظام الأسدي تتطلب أن ينهض الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة بدوره في الالتحام بهذا الشعب، فهو إطار سياسي تمثيلي له، وبالتالي المطلوب هو قيادة حراكه الشعبي الثوري وليس القول بمشروعية هذه التظاهرات العظيمة.

الثورة السورية لم تمت، ولن تموت، لأنها ثورة حق وكرامة لكل السوريين، وإن الشعب يعرف تماماً أن قوى جيشه الوطني السوري سياجً لحمايته والدفاع عنه، وهذا ما تعمل عليه ذراع هذا الجيش في حركة التحرير والبناء.

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.