Home Arabia Felix أوروبا بين فكي التبعية الأمريكية والانهيار الاقتصادي والجغرافي

أوروبا بين فكي التبعية الأمريكية والانهيار الاقتصادي والجغرافي

958


Download PDF

بقلم – د. محمد نصار

تشهد قارة أوروبا أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية متلاحقة، تسببت في حدوث تصدعات بالاتحاد الأوروبي، وذلك منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مرورا بأزمة انتشار فيروس كوفد 19، مرورا باجتياح روسيا للأراضي الأوكرانية واستمرار الحرب بين روسيا أوكرانيا للعام الثاني على التوالي، وما أعقبها من اندلاع صراع اقتصادي وسياسي  بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من جهة، وروسيا  وحلفائها من جهة أخرى ، نتج عنها إصدار واشنطن عدد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، وقيام روسيا بمنع تصدير الغاز الروسي الرخيص إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما تسبب في حدوث أزمات اقتصادية شديدة لدى دول القارة الأوربية وتحاول دول الاتحاد الأوروبي الخروج من الأزمات الاقتصادية، التي تحاصرها من أكثر من اتجاه، يتسبب في بطء شديد في النمو، وغلق آلاف المصانع والشركات، وفقدان ملايين العمال والموظفين وظائفهم، واتجاه حكومات الكثير من الدول الكبيرة من بينها إنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا إلى صرف جزء كبير من الميزانية، كمساعدات للشعب ومن فقد وظيفته من أجل تخفيف الأعباء التي تواجهها الدول والحكومات، وهو ما تسبب في ضعف ميزانية الحكومات وارهاقها بشدة.
دول أوربا تبحث عن مصادر للطاقة والغاز الروسي والهروب من الأزمات الاقتصادية
تحاول دول القارة الأوربية الخروج من تلك الأزمات، من خلال عدد من الخطوات منها الخروج من عباءة الولايات المتحدة الأمريكية،ومحاولة البحث عن مصادر للطاقة تكون بديلا عن الغاز والبترول  الروسي الرخيص، والذي كان سببا رئيسيا في النهضة الاقتصادية لقارة أوروبا، مع بحث دول القارة العجوز عن مصدر للطاقة والموارد الطبيعية  حول العالم، وذلك من أجل إعادة عمل آلاف المصانع المتوقفة، وإنشاء وبناء آلاف المصانع الجديدة من أجل تصنيع المنتجات المتطورة، وإعادة تصديرها إلى مختلف دول العالم، وذلك من أجل توفير ملايين فرص العمل للشباب المتوقف عن العمل.
وقامت دول قارة أوروبا بعدد من  الاتفاقيات والعقود، كدليل  على خروجها من العباءة الأمريكية، فنجد أن الرحلات التجارية بين أوروبا والصين قد ارتفعت بأكثر من ١٨ ٪ خلال العام الجاري اختلافا عن العام السابق، وذلك نتيجة ارتفاع عمليات التبادل التجاري بين القارة العجوز وبكين، وهو ما يعكس زيادة حجم التعامل بين الجانبين، مع ارتفاع حدة العلاقة المتوترة بين واشنطن ودول القارة  الأوروبية خلال تلك الفترة.
وقد رفعت دول ألمانيا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا ميزانيتها العسكرية بشكل كبير، وذلك من أجل تكوين جيش قوي، يكون قادر على حماية مصالحهم الاقتصادية والتجارية، من أي اعتداء وشيك من قوى دولية وإقليمية بعيدا عن الحماية الأمريكية، التي تكرست منذ الحرب العالمية الثانية، وحتى اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تسببت في تصدع كبير للعلاقات والتحالفات الدولية، من بينها علاقة دول أوروبا وروسيا من جهة ، وبين  أوروبا وأمريكا من جهة أخرى.

دول قارة أوروبا يرفعون ميزانية التصنيع العسكري كخطوة للتحرر من التبعية الأمريكية

خصصت فرنسا أكثر من ٣٥٠ مليار يورو لتطوير القوات العسكرية الفرنسية العاملة خارج فرنسا خلال خطة عمل تمتد إلى ٢٠٣٠، وذلك عقب اجتياح روسيا للأراضي الأوكرانية والحذر من امتداد الحرب الي دول أخرى داخل القارة.
كما قررت ألمانيا اعتماد ١٠٠ مليار يورو من ميزانية الحكومة سنويا لتطوير وتحديث الجيش الألماني، مع صرف ٢٪ من الناتج القومي للبلاد كل عام لمصلحة الصناعات العسكرية داخل البلاد، خطوة هي الأهم للحكومة الألمانية لزيادة الميزانية العسكرية  منذ الحرب العالمية الثانية.
وباتت آراء دول القارة الأوروبية تختلف عن مواقف واشنطن في كثير من الأحداث العالمية، من بينها على سبيل المثال القمة الصينية العربية التي أقيمت بالرياض، فقد رحب بها الاتحاد الأوروبي، في حين أن أمريكا لم تكن راضية عن تلك القمة، وكذلك الإتفاق السعودي الإيراني الذي ازعج واشنطن،  ورحب به الاتحاد الأوروبي.
وتحاول عدد من دول أوروبا في عودة العلاقات مع روسيا، ومن ثم عودة استيراد الغاز الطبيعي الروسي القريب وقليل التكلفة للنقل، والرخيص نسبيا بالمقارنة لإستيراد الغاز من اي مكان آخر خارج القارة الأوربية   ، وذلك عكس رغبة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس التحولات الاقتصادية والجيوسياسية التي تحدث  بالعالم
دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بعلاقات اقتصادية وجيوسياسية قوية مع مختلف القوى الدولية والإقليمية
جدير بالذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا،  تتميز بعلاقات اقتصادية وجيوسياسية  متعددة  ومتشعبة ومميزة مع القوى الدولية  والإقليمية، ومختلف التحالفات  الدولية والعالمية.
وتتميز دول مجلس التعاون الخليجي  بعلاقات اقتصادية قوية، وحركة تبادل تجاري  بالعديد من الصناعات والخدمات  مع دول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بعيدا عن الصراعات المختلفة حول العالم، وتتميز تلك العلاقات بالمنافع المتبادلة التي تخدم كل طرف ، بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الأطراف.

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.