Site icon ExPartibus

خلدون الأسود لـ “نداء بوست”: المطلوب إعادة الاعتبار للثورة السورية كثورة ضد الاستبداد

Siria


نداء بوست– أسامة آغي

انسداد الأُفق أمام تنفيذ القرار 2254، وفشل مؤسسات المعارضة في تثبيت التأييد الدولي لها، وفي التحصُّن الحقيقي بحاضنة الثورة، أمورٌ تدفع للبحث عن طريق جديدة، يستطيع السوريون من خلالها دَحْر الاستبداد، طريق تفرض على المجتمع الدولي تنفيذ التزاماته حيال قراراته المتعلقة بالصراع السوري. “نداء بوست” التقى بالدكتور خلدون الأسود عضو مجموعة “أمريكيون من أجل سورية حرّة” عَبْر الفضاء الإلكتروني، وطرح عليه أسئلته، فكان هذا الحوار:

س1- الأُفق مسدود دولياً أمام تنفيذ القرار 2254 بسبب الموقف الروسي المنحاز لنظام الأسد الذي يرفض السير بالمفاوضات لتنفيذه. كيف يمكن تغيير هذه المعادلة برأيكم، وتحديداً في شقها السوري؟ أليس المطلوب في هذه الحالة تغيير نهج وأدوات قُوى الثورة والمعارضة؟ ماذا تقترحون في هذا الباب؟

الابتعاد عن الطفولة السياسية ضرورة

يقول الدكتور خلدون الأسود -وهو سوري يحمل الجنسية الأمريكية، وينحدر من محافظة درعا: “يستطيع النظام التهرب من كل القرارات الدولية، إذا لم يكن هناك موقفٌ شعبيٌّ ونضالٌ مستمرٌّ، يُجبر النظام وحلفاءه على تنفيذ القرارات الدولية”.

ويضيف الأسود: “لا يبدو أن المعادلات الدولية ستُجبر النظام على التنازُل للشعب عن سلطته، لذلك، يتحتم علينا إعادة الاعتبار إلى ثورة الشعب السوري، بصفتها ثورة ضد الاستبداد بكافة أنواعه لتحرير السوريين، وإعادة كرامتهم لهم، بعد أن أمعن النظام الأسدي بإذلالهم”.

ويعتقد الدكتور خلدون الأسود: “أن هذا يتطلب قبل كل شيء، أن نبتعد عن الإنشائية والطفولة السياسية بعد 11 سنة من انطلاقة الثورة، ولأجل ذلك، يتنادى كثير من السوريين للاتفاق على برنامج حدٍّ أدنى وطنياً، ينزع الألغام الطائفية التي زرعها النظام لتفجير المجتمع السوري من داخله، ويُوحِّد السوريين حول مبادئ، أهمها سيادة القانون فوق الجميع، حرية الرأي والتعبير والاجتماع، حيادية الدولة تجاه كل الأديان، وكل التصنيفات الأخرى، فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.

ويرى الدكتور الأسود: “ضمان أن تكون السلطة بيد الشعب عَبْر ممثلين منتخبين ديمقراطياً بشكل دوري، واجتماع المعارضة السورية حول برنامج الحد الأدنى الوطني سيُعيد الأمل إلى نفوس السوريين؛ لأنهم سيجدون خارطة طريق واضحة، تضمن العدالة الانتقالية والحقوق المتساوية للجميع”. مضيفاً أنه “لا يجوز في القرن الـ 21 أن تكون هناك موادّ دستورية تحرم بعض المواطنين من منصب رئيس الجمهورية بسبب الدين، كما لا يجوز أن يحكمنا حزبٌ واحدٌ أو شخصٌ واحدٌ”.

س2- المعارضة السورية الرسمية فشلت في أكثر من مسار، مثل تثبيت التأييد الدولي للثورة السورية، وفشلت في تعبئة الحاضنة الشعبية السورية خلفها. ما أسباب فشل مؤسسات المعارضة؟ هل هو يتعلق ببنيتها وتركيبتها وطريقة اختيارها؟ أم يتعلق بظروف دولية لا تستطيع المعارضة تغييرها؟.

المعارضون تعرضوا للتصفية

رداً على سؤالنا الثاني يقول الدكتور خلدون الأسود: “علينا أن نتوقف عن جَلْد أنفُسنا، وجَلْد المعارضة السورية الرسمية، وغير الرسمية”. مضيفاً: “واجه المعارضون السوريون حملةَ تصفيةٍ روحيةٍ وجسديةٍ لم تشهدها معارضة أخرى، كان المعارضون محطَّمين نفسياً وجسدياً عندما انطلقت الثورة عفوياً، مُستلهِمة انتصار ثورة الشعبين المصري والتونسي”.

ويرى الأسود: “أن الدولة الأسدية وظّفت كل مُقدَّرات الدولة لإضعاف أي حركة معارضة، وهذا ما يُفسّر ضعف الجيش أمام الأعداء الخارجيين، بينما حازت المخابرات على كل اهتمام النظام؛ لأنها أهم دعائم وجود النظام الأسدي”.

ويعتقد الأسود أن “من عوامل ضعف العمل المعارض في سورية، إفراغ المجتمع من أي حركة مدنية، مما حرم المواطنين من فرص التدرب على المشاركة بالشأن العامّ، وكل ما سبق يفسر الضعف غير المعهود للمعارضة السورية”.

مبيّناً أن الهيئات التي تم تشكيلها سَلْقاً بعد انطلاقة الثورة، هي ليست ذات تقاليد عمل مُعارِض سابق، واتسمت بالتسرع والارتجال وضَعْف استقلالها عن رغبات ما سُمي بأصدقاء الشعب السوري”.

لكن الأسود يؤكد أن “الظروف الدولية ساعدت الأسد على البقاء”، معتقداً، أنه علينا ألا ننسى أن إرادة الشعوب لا تُقهر، إذا ما قرر شعب إزالة الظلم، فلن توجد قوة قادرة على أن تقهره”.

ويرى الأسود: “أن الشعب السوري والمعارضة السورية وقعا في الفخّ الذي نصبه النظام لهما، عندما سمحا للحركات الجهادية بأن تسرق ثورتنا، وأن تجرنا نحو العنف، الذي كان حبل نجاة النظام”.

وقد يقول أحدهم، يتابع الأسود حديثه: “كادت هذه الحركات أن تُسقط نظام الأسد مرتين، لولا التدخل الإيراني أولاً، والروسي ثانياً، والرد على ذلك هو: “أن إسقاط النظام على يد هذه التنظيمات الإرهابية، بعد أن حيّدت وحاربت الجيش الحر الحقيقي، كان سينتقل بنا من كارثة الأسد إلى كارثة شبيهة بأفغانستان، لذلك أحجمت الدول عن دعم الثورة، وأحجم الكثير من السوريين عن الانخراط بها”.

س3- لو أردنا أن نضع في معادلات الصراع مع النظام الأسدي وزن القوى السياسية الأمريكية السورية لصالح التغيير. كيف يمكن لهذه القوى التأثير بهذه المعادلات؟ هل تعتقد أن الأمريكيين السوريين قادرون على التأثير بنسبةٍ ما على مواقف الإدارة الأمريكية؟ ما الوزن السياسي الحقيقي للأمريكيين من أصل سوري على القرار الأمريكي؟

مجموعات ضغط على الكونغرس

يقول الدكتور الأسود في ردّه على سؤالنا: “استطاعت الجالية السورية الأمريكية إنجاز الكثير عَبْر مجموعات الضغط السوري على الكونغرس الأمريكي، وأكبر دليل على ذلك قانون «قيصر»، لكن الأهم، أن الجالية السورية الأمريكية انخرطت في الثورة منذ اليوم الأول، وقدمت الكثير من التضحيات، وكان عملها الإغاثي مثالاً يُحتذى به، حيث لم تبخل الجالية بالملايين من الدولارات، لكن دور الجالية الأهم، يكمن في قدرتها على قيادة المرحلة الثانية من الثورة”.

ويضيف الأسود: “فالجالية الأمريكية السورية تعلمت مبادئ إنسانية سامية، أهمها قداسة الحرية، وفصل السلطات، وحياد الدولة تجاه الأديان”.

موضحاً: “تقوم الجالية الآن بالتحضير للمؤتمر الوطني الأول للسوريين في أمريكا، ومن بعد ذلك التحضير لمؤتمر وطني سوري عامّ، يضع مبادئ “ما فوق دستورية” مستوحاة من الثورة الأمريكية، ومن إعلان الاستقلال الأمريكي”، مُبيِّناً أن الجالية السورية الأمريكية تحوز على احترام الجميع؛ لأنها مستقلة، وأنجزت الكثير عَبْر فترة زمنية وجيزة، مما يؤهلها لأن تُشكِّل قاطرة الثورة الثانية”.

س4- عمل قوى الثورة والمعارضة بات في أُفق مسدود، هل ترى أن هناك إمكانية واقعية لعَقْد مؤتمر وطني سوري شامل يصير مرجعية لكل السوريين؟ ما حظوظ عَقْد مؤتمر كهذا في ظروفنا الحالية؟ ومَن الذي يعمل لمنع انعقاد هذا المؤتمر الضروري؟

برنامج وطني يُطَمئِن الجميعَ

يقول الدكتور خلدون الأسود في إجابته على سؤالنا: “لن نستطيع أن نستعيد حريتنا وكرامتنا بدون توحيد السوريين، وهذا يتَطلَّب برنامجاً وطنياً يُطَمئِن الأقليات والأكثرية، أن سورية ستكون وطناً لجميع أبنائها بدون تمييز على أساس الدين أو العِرْق أو الجِنْس أو أية هُوِيَّة أخرى، وأن القانون سيسود فوق الجميع، ومن مهامّ المؤتمر الوطني السوري الجامع، أن يضع خطة عدالة انتقالية بمساعدة هيئات دولية، فليس هناك مستحيل إذا قرر السوريون أن يجتمعوا حول برنامج حدٍّ أدنى وطنيٍّ، لذلك ليس الأُفق مسدوداً، وإنّ غداً لِنَاظِره قريب”.

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.

Exit mobile version