Home Arabia Felix العميد عبد الباسط عبد اللطيف لـنداء بوست

العميد عبد الباسط عبد اللطيف لـنداء بوست

972


Download PDF

سامة آغي

الحديث عن الجزيرة والفرات والوضع القائم في هذه المنطقة يحتاج إلى معرفة عميقة بها وبتكوينها السكاني، سيما أننا آثرنا أن نسلّط ضوء أسئلتنا على جوهر الأوضاع في هذه المنطقة المهمة من سورية، وهذا دفعنا لإجراء هذا الحوار الصحافي مع العميد عبد الباسط عبد اللطيف عضو الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة، والمنسق العامّ للجنة الجزيرة والفرات في الائتلاف.

“نداء بوست”: تُعتبر منطقة الجزيرة والفرات هدفاً أول لمشروع PKK /PYD وقاعدة لتنفيذ مشروع الدولة الكردية من خلال اقتطاع الأراضي من أربع دول (سورية العراق تركيا إيران). كيف يمكننا تفكيك وسحق هذا المشروع العابر للوطنية في الجزيرة والفرات؟ هل سيتم ذلك عَبْر وضع إستراتيجية تحرير عسكرية؟ أم هناك وسائل أخرى؟

لا حاضنة لـ PKK

يقول العميد عبد الباسط عبد اللطيف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، والمنسق العامّ للجنة الجزيرة والفرات فيه: “بات واضحاً أنه لا توجد حاضنة لهذا التنظيم بين أكراد هذه الدول التي ذكرت، وهو تنظيم منبوذ من الكرد قبل غيرهم، ولإخوتنا الكرد السوريين قُواهم السياسية الوطنية، التي تمثّلهم وتمثّل طموحاتهم في سورية واحدة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات”.

ويضيف عبد اللطيف: “نحن مستمرون بالعمل على كافة الأصعدة لإسقاط مشروع الـ PKK الخارجي الدخيل على النسيج الوطني السوري، وقد سبق ورأينا هشاشة هذا التنظيم في الميدان العسكري في عدة مواقع، وكلما سمحت الظروف سيتم طرده من المناطق التي تواجد بها بذريعة محاربة داعش، ومن خلال تواطؤ النظام الذي تربطه به روابط معروفة”. ويؤكد العميد عبد الباسط عبد اللطيف: “وكلنا ثقة بأنه حالة إرهابية عابرة، مصيرها لن يكون أفضل من مصير تنظيم داعش”.

“نداء بوست”: الجزيرة والفرات منطقة حيوية للمشروع التوسعي الإيراني في بلادنا. ما الأهداف الإيرانية القريبة لهذا المشروع في هذه المنطقة؟ وهل تعتقد أن لدى الإيرانيين ركائز بشرية في هذه المنطقة يعتمدون عليها لتنفيذ مشروعهم الإستراتيجي في الحلقة السورية؟ من يمثّل هذه الركائز البشرية؟

إيران في الجزيرة للتوسّع

حول أهداف إيران في منطقة الجزيرة والفرات يرى العميد عبد الباسط عبد اللطيف أنه: “يأتي على رأس قائمة أهداف إيران القريبة من التواجد في المنطقة الشرقية تأمين طريقها إلى أذرعها المتمثلة في نظام الأسد وحزب الله، وفصل المنطقة الغربية في العراق عن المنطقة الشرقية في سورية، لما تمثله هاتان المنطقتان من عمق ونسيج عشائري رافض للمشروع الإيراني”.

ويعتقد عبد اللطيف: أن هذا “التواجد على خطوط التماسّ مع مناطق سيطرة قسد المدعومة من التحالف الدولي، هو لممارسة لعبة المناوشات والابتزاز التي تتقنها إيران، إضافة إلى أن هذا التواجد هو جزء من مشروع إيران التوسعي الأكبر ذي الأهداف المعروفة والمعلنة”.

ويضيف عبد اللطيف: “تعتمد إيران بشكل أساسي على شخصيات من عملاء النظام منبوذة شعبياً في المنطقة، وعلى الوضع والظروف الاقتصادية السيئة جداً، التي تُجبر بعضَ الأشخاص للعمل معها بدافع كسب العيش، ولو كان لتواجُدها قبول لعاد سكان المنطقة، الذين تُقدر نسبة الذين نزحوا عنها بعد دخول إيران والنظام بما يزيد عن الثمانين بالمائة من السكان”.

“نداء بوست”: يعتمد الإيرانيون على أسباب أفرزها صراع الشعب السوري مع النظام الأسدي لتنفيذ مشروعهم (الهلال الشيعي)، كيف لقوى الثورة والمعارضة أن تتصدى لتلك الأسباب؟ هل تتم عملية التصدي عسكرياً وأمنياً ضد الوجود الإيراني؟ أم يتم حصار المشروع الإيراني سياسياً واقتصادياً بالتعاون مع الدول المتضررة من هذا المشروع؟ أم يجب تضافُر كل العوامل السابقة لدحر خطر هذا المشروع؟

الخلاص من النظام خلاص من الإيرانيين

يقول العميد عبد الباسط عبد اللطيف: “إن الوجود الإيراني مرتبط بشكل عضوي مع وجود النظام، وهو يعمل تحت غطائه، وبنفس الوقت، ما كان للنظام أن يبقى حتى اليوم لولا هذا الدعم الإيراني، كما تصرّح إيران نفسها”.

مضيفاً: “وكل عمل وجهد لطيّ صفحة النظام يعني كتحصيل حاصل الخلاص من هذا الوجود الإيراني، وعليه فكل الجهود السياسية والعقوبات الاقتصادية، وكل أشكال استهداف هذا الوجود، يجب أن تتضافر معاً للخلاص منه ومن النظام”.

“نداء بوست”: باعتباركم المنسق العامّ للجنة الجزيرة والفرات في الائتلاف الوطني لقُوى الثورة والمعارضة. هل يمكنكم وضعنا في صورة إستراتيجيتكم لدحر التموضع الإيراني في المحافظات الثلاث دير الزور والرقة والحسكة؟ هل تَنوُون الاعتماد على أدوات ووسائل محددة لطرد الإيرانيين من هذه المنطقة الحيوية؟ ما هي أدواتكم ووسائلكم المتوقَّعة؟

عملنا سياسي وإعلامي

حول سؤالنا الرابع عن الوسائل الممكنة لمواجهة المشروع الإيراني في الجزيرة والفرات، يقول العميد عبد الباسط عبد اللطيف المنسق العامّ للجنة الجزيرة والفرات في الائتلاف: “سيجري العمل على صعيدين سياسي قانوني، وإعلامي تَوْعوِيّ، على الصعيد السياسي والقانوني سنتوجه للمجتمع الدولي والمؤسسات الأممية للضغط السياسي والقانوني في مواجهة هذا التمدُّد الخبيث وفضحه والتحذير منه”.

ويتابع عبد اللطيف حديثه: “في نفس الوقت سيتم العمل على الصعيد الداخلي بشرح أبعاد ومخاطر المشروع عَبْر المنابر الإعلامية المتاحة، وعَبْر المؤسسات الدينية والتربوية، والتوجيه للجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات لرصد ومتابعة أشكال هذا التمدد وتطوير سُبل مواجهته”.

ويرى عبد اللطيف ضرورة “العمل على فتح قنوات التواصل الفعّال مع وجهاء وشخصيات من المنطقة، لمحاولة قطع الطريق على إيران في كسب أبناء العشائر هناك”.

“نداء بوست”: المشروع الإيراني في الهيمنة على سوريا يضرّ بمصالح تركيا ودول عربية مثل السعودية ومصر. هل تعتقدون باحتمال توفُّر إرادة تنسيق فعّال بين هذه الدول لمنع إيران من تنفيذ مشروعها في سورية؟ وهل هناك احتمال لجهد عسكري لهذه الدول مباشر أو غير مباشر لمنع إيران من تنفيذ هلالها الشيعي؟

ننتظر التنسيق لمواجهة خطر إيران

يقول العميد عبد الباسط في إجابته على سؤالنا: “السؤال هذا يُوجَّه لتلك الدول، ولكل منها كما نتابع إستراتيجيتها في التعامل مع التمدُّد الإيراني في المنطقة، ونتمنى بالفعل أن يتم التنسيق فيما بين تلك الدول، وأي عمل يجري لتحجيم التمدد الإيراني هو في مصلحتنا، وفي مصلحة المنطقة عموماً”.

ويضيف العميد: “نحن على استعداد لنكون جزءاً من أي جهود تُبذل في مواجهة إيران، وسنعمل على التواصل مع عمقنا العربي ومع إخوتنا في شمال العراق، والوضع أننا ننسق مع تركيا في جميع الاستحقاقات”.

“نداء بوست”: جوهر المشروع الإيراني في سورية والمنطقة سياسي واقتصادي مترافق مع استخدام الأيديولوجيا الدينية الشيعية للسيطرة. ألا ترى أن هذا المشروع استفاد من التشظِّي في العلاقات البَيْنيّة العربية؟  وألا ترى أن استخدام الأيديولوجيا الدينية الشيعية هو هدف للسيطرة وَفْق مفهوم (ولاية الفقيه)؟

إيران تتسلل من تناقُضاتنا

يعتقد العميد عبد الباسط أنه “بالتأكيد، أن إيران تستثمر في التناقُضات البَيْنيّة، كما تتاجر بالشعارات الدينية الطائفية، التي تغطّي بها المشروع السياسي القومي ضَيِّق الأُفق، الذي ألحق –ويُلحق- بالغ الأذى بالمنطقة وبالشعب الإيراني أيضاً، الذي يعاني ويُستنزف ويتعرض للقمع ولظروف اقتصادية سيئة، ويرزح تحت عقوبات قاسية، كل ذلك بسبب هذا المشروع الخبيث الذي مصيره الفشل والزوال”.

ويرى عبد اللطيف: أن شعارات تصدير الثورة وولاية الفقيه والمقاومة…. إلخ ليست إلا ادعاءات زائفة وتقيَّة سياسية، لإخفاء الطموحات التوسعية القومية كما ذكرت”.

Print Friendly, PDF & Email

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.