Home Arabia Felix البدون خيمة موقوتة

البدون خيمة موقوتة

1129


Download PDF

الاعلامي / خالد البرغش – الكويت

على مدى السنوات المنصرمة من مظاهرات البدون في الكويت كان التحرك في هذه القضية من قبل نشطاء البدون وأصحاب المعاناة والقضية تحرك تقليدي وعلى وتيرة واحدة ودون تنظيم ورؤية واضحة فقط جموع من المتظاهرين يحملون لوحات يطالبون فيها بحقوقهم في المواطنة ومنهم من يطالب في حقوقه المدنية والإجتماعية لم تجني تلك الاعتصامات سوى اليأس والإحباط من هذه القضية مما دعا أصحابها إلى الإنتحار وحرق أجسادهم ومنهم من وصل إلى مرحلة الجنون والطب النفسي بسبب تقطع أسباب الحياة فيه
إلى أن جاء الناشط والمدافع عن حقوق مجتمع البدون محمد البرغش وأحدث نقلة نوعية في الإعتصامات  وتحول جديد في طريقة التعاطي مع قضية البدون ووحد المطالب في تحرك سلمي منظم وخارطة طريق واضحة وشعار واحد ‫#الإضراب_عن_الطعام‬
أختار منطقة الصليبية التي يقطنها أغلب البدون لتكون الإنطلاقة منها ومن قلب المعاناة فيها ونصب خيمته وسط ساحة ترابية وأعلن إضرابه عن الطعام وإستمراره في الإضراب إلى أن تتحقق مطالبه في الحصول على الجنسية وإن لم يتحقق ذلك المطلب فمن صليبية إلى صليبخات تلك الجملة التي أصبحت أنشودة ينشدها رفقاء البرغش كل صباح ليختتم تلك النهاية من خيمة الإعتصام إلى مقبرة الصليبخات بتلك الخارطة التي رسمها من (ألم) معاناته وتحديد المصير الزمني القصير الذي يختصر الموت والميلاد بربع ساعة هي الفاصل الزمني بين حله في صليبية ورحيله إلى صليبخات والتسلسل في إعتصام الإضراب عن الطعام الذي إستقطب المتعاطفين مع قضيته من مشاهير السوشل ميديا والنواب والنشطاء في حقوق الإنسان وبجميع أطياف الشعب الكويتي التي تتوافد إلى خيمته وتقدم له الدعم المعنوي حتى من منظمات حقوق الإنسان التي تتابع إعتصامهم وتحسب عدد أيامهم بتقارير وإحصائيات وعينها على الذين يتساقطون كل يوم من التعب والمرض والوهن
كان لصمت ذلك الإعتصام السلمي صخب لم تحدثه المظاهرات السالفة من الصراخ والضجيج التي وصلت إلى التهديد والوعيد لكل من يخالفهم ويقف ضدهم
كان لذلك الاعتصام الذي اختار الإضراب عن الطعام أخر علاج لقضيتهم والحل الوحيد لإشباع جوع الإنتماء وعطش الولاء الذين يعانون منه طيلة حرمانهم من حقوقهم في المواطنه ولملاء الفراغ الذي يسكنه في غربة وطنه في العراء ذلك الإضراب عن الطعام جعلهم أكثر لُحمه وتكاتف رغم صيامهم وجوعهم وتبعيات ذلك الصوم القسري على أجسادهم ..
‏تجدهم مبتسمين يفترشون صحراء  إنتمائهم ..حقل
‏ويشعلون شموع موائدهم أمل
‏ويملئون أقداح مُرهم عسل
‏ويلملمون شتات فوضويتهم ..شمل
‏لم يعد ذلك البدون هو نفسه الطفل
‏الذي تلهيه (لعبة) وأرجوحة ..
‏وطفولة على بند الأجل ..
كبر ذلك الطفل وترك إسطوانته المشروخة والتي يلقي فيها اللوم دائماً على والده وجده وأسلافه الذين صمتوا عن حقوقهم في المواطنه بين وعود وعهود على الورق وجعلوا أولادهم وأحفادهم يعانون ..
اليوم أصبح ذلك الطفل هو أحد شباب خيمة الاعتصام الذي أصبح يلوم نفسه قبل أن يلوم الأخرين  وخوفه أن يتكرر السيناريو المأساوي عندما يكبر ويسأله  أطفاله لماذا يا أبي أنا بدون ويلومون والدهم في وجودهم في وطن بصورة غير قانونية
الغريب أن الذين يغدقون بالرغد الوفير ويرفلون بالنعيم الكثير لا زالوا يفرطون في النهم في محاربة المضربين عن الطعام والتهديد بإزالة خيمتهم وكأنهم هم الجياع ومن يعانون الضياع منذ عقود الصراع
الأن لم يعد محمد البرغش وحده المضرب عن الطعام بل جموع البدون تتهافت يومياً الي خيمته للإضراب معه ولم تعد تلك الخيمة هي الوحيدة في صحراء العراء بل أصبحت خيام تملاء الفضاء ولم تعد منطقة صليبية ساحة ترابية في الخلاء بل أصبحت وطن يسكنه البدون الأوفياء وكأنهم بذلك قطعوا مارثون القضية على حدود مقبرة الصليبخات
تنوية:
البدون خيمة موقوتة وأخر (طنب) في (خيمة) البدون أطفؤوا فتيلها حتى لا تحترق ولا يسقط أخر وتد يحمل تلك القضية التي يستظلون بها وتسقط معها إنسانيتنا

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.