Site icon ExPartibus

أبعاد التموضع الإيراني في منطقة الجزيرة والفرات السورية



التدخل الإيراني في الشأن الداخلي السوري ليس أمراً جديداً، فهذا التدخل بدأ بصورة علاقة بين نظامين سياسيين (نظام حافظ الأسد ونظام الخميني)، جمعتهما أهداف لها مقدمات مختلفة لدى كليهما، وتحديداً ما يتعلق منها بموقف الطرفين من نظام حكم صدام حسين في العراق.

التدخل الإيراني في سوريا تغيّرت أدواته وأساليبه تبعاً للأوضاع التي تحيط بالنظام الأسدي، سواء ما يتعلق بأوضاع هذا النظام داخلياً، أو ما يتعلق منها بالوضع الإقليمي والدولي، هذا التدخل له حسابات استراتيجية في طهران تصبّ في خدمة قيام مشروع الإمبراطورية الفارسية الجديدة، هذه الإمبراطورية لا يمكنها أن تفرض نفسها على العالم بدون تحويل الجوار العربي إلى مجرد محميات، تستمد وجودها من رضاء الإيرانيين عليها.

وفق هذه الرؤية، أقامت “لجنة الجزيرة والفرات” التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ورشة بحث في غازي عنتاب بتاريخ الثالث عشر من أيار الجاري 2022، تمّ فيها تقديم رؤى مختلفة لرسم صورة أولية عن أبعاد التموضع الإيراني في منطقة الجزيرة والفرات السورية (المحافظات الثلاث دير الزور، الرقة، الحسكة).

ناقشت الورشة بعد افتتاح الجلسة من قبل منسقها العميد عبد الباسط عبد اللطيف جدول اعمالها الذي تضمّن محاور عديدة منها محور قدّمه الباحث سعد الشارع حول (الحضور العسكري والأمني للميليشيات الإيرانية في منطقة حوض الفرات “شرق وغرب”)

أغنى الباحث سعد الشارع موضوعه بمعطيات واقعية موجودة على أرض منطقة الجزيرة والفرات، مستدلاً منها عن التوجهات التي تروم إيران تحقيقها عبر هذا النهج الذي تتبعه تبعاً لمعطيات المنطقة.

وقدّم كل من الصحفي سامر الأحمد والناشط السياسي من رابطة المستقلين الكرد محمد علي عيسى رؤيتهما للكيفية التي تسنى لإيران بها الدخول إلى الحسكة والقامشلي.

وشارك ابن مدينة البوكمال السيد بلال الجليد بمداخلة حول دور معبر البوكمال- القائم  في السياق الاقتصادي الإيراني في سوريا.

الموضوعة التي قدمها السيد عبد المجيد بركات أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف كانت بعنوان: توصيف حالة الصراع بين الميليشيات الإيرانية من جهة والقوات الحكومية الأمريكية والطيران الإسرائيلي من جهة أخرى. “تنشر نينار برس في عددها الجديد اليوم نص البحث المقدم من الأستاذ عبد المجيد بركات”.

وقدم الدكتور أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة السابق رؤيته حول النشاط الديني والاجتماعي للميليشيات الإيرانية في المنطقة، وستعمل نينار برس على نشر هذه الرؤية قريباً

أما نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد المحامي رديف مصطفى فقد قدّم ورقة بخصوص (العلاقة بين سلطات الوكالة التابعة لقنديل وبين ملالي إيران المتواجدة في الجزيرة.

الورشة التي اتسمت بغنى النقاش وتقديم المعلومات، تعتبر قاعدة لورشات أخرى، مهمتها تشكيل رؤية متكاملة لمواجهة خطر الوجود الإيراني في منطقة الجزيرة والفرات خصوصاً، وسوريا عموماً، والوسائل والأدوات اللازمة لطرد الإيرانيين من سوريا، وتجفيف كل نشاطات إيران السابقة، التي استهدفت خلق موطئ قدم لطهران في سوريا استراتيجياً، للمحافظة على ما يسمونه (الهلال الشيعي)، المنطلق من طهران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان.

 وتنشر نينار برس جدول الجلسة والقضايا التي تمت مناقشتها والتي سيتم إقرار توصيات بشأنها.

ومن الجدير بالذكر، أن لجنة الجزيرة والفرات تشكّلت بقرار من الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري في دورته الثالثة والأربعين بتاريخ 12 و13 كانون الثاني 2019.

هذه اللجنة تتألف من أعضاء من أبناء محافظات دير الزور والرقة والحسكة التي يطلق عليها اسم: (منطقة الجزيرة والفرات). وتتركّز مهام هذه اللجنة على متابعة أوضاع وتطورات منطقة الجزيرة والفرات، وإعداد دراسات وتقارير مركزة، وصياغة السياسات والرامج عن مستقبلها في إطار المشروع الوطني السوري، مراعية في ذلك القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية السورية.

لجنة الجزيرة والفرات تعمل على تحقيق رؤيتها في إنشاء منطقة آمنة ومستقرة ومجتمع متماسك يسوده السلام بإدارة محلية تشاركية ضمن سيادة ووحدة أراضي البلاد مع ضمان الأمن القومي للدول المجاورة.

إن تحقيق أهداف وطنية على هذا المستوى يتطلب كما تذكر اللجنة المعنية (لجنة الجزيرة والفرات) آليات عمل واضحة مثل التواصل الفعّال والمباشر مع أهالي وفعاليات المنطقة المدنية، وإبراز الدور الفاعل لكافة مكونات المنطقة وضمان التمثيل العادل والديمقراطي لها.

كذلك يحتاج الأمر إلى بناء جسور التواصل وتعزيز العلاقات مع الأهالي ومنظمات المجتمع المدني وجميع مكونات المنطقة والفاعلين فيها بدون استثناء.

أن يقوم مسؤولو الائتلاف الوطني بالتواصل مع المسؤولين الدوليين المعنيين بمستقبل المنطقة.

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.

Exit mobile version