عشر سنوات ونيف انقضت من عمر الثورة السورية، لكن الأطر السياسية القائمة بقوة تقاطعات القوى الإقليمية والدولية، لم تستطع إنجاز مهام الثورة بدحر الاستبداد، ولا تحويل القرار 2254 إلى قوة فعل تاريخي. نينار برس أرادت إضاءة هذه القضية من زاوية جديدة، وهي زاوية السوريين الأمريكيين، فالتقت بالدكتور هشام نشواتي، ووضعت أمامه سؤاليها التاليين، فكان هذا الحوار.
س1- من يعرقل تنفيذ القرار 2254، هل هم الروس والنظام، أم لا مبالاة المجتمع الدولي، أم عجز المعارضة ببنيتها الحالية، وعدم قدرتها على أداء دورها بفعالية؟
يقول الدكتور هشام نشواتي وهو سوري يحمل الجنسية الأمريكية: ” النظام وروسيا هما من يعوق القرار 2254، ولهما مصلحة رئيسية وهامة بتعطيل القرار، عن طريق إلهاء المعارضة خاصة الائتلاف، وتحديداً ما يتعلق منها بعمل اللجنة الدستورية، التي لا طائل منها”.
ويرى الدكتور نشواتي أن اللجنة الدستورية “هي عبارة عن عرقلة ومكر وخداع وإضاعة وقت، وهي طبعاً شراء وقت من قبلهما، إلى أن تتحسن الظروف لصالحهما، أو تتغير أمور الواقع على الأرض”.
لكنه، أي الدكتور نشواتي يعتقد: “أن المجتمع الدولي مؤمن بالقضية السورية على أنها قضية تحرر شعب من الاستبداد، وبناء نظام مؤسسات ديمقراطية، وهم يتساءلون عن كلفة دعم مثل هذه الثورات”.
ويضيف: “لكنّ نظام الأسد وإيران وما يسمى “محور المقاومة”، وهو محور مقاومة زائفة، هدّد الديمقراطيات الغربية إذا ما دعم الثورات العربية، التي تريد التحرر من الاستبداد في الشرق الأوسط، بنقل المعركة إليه، عبر تخويف أوربا من إرهاب الجماعات الإسلامية المتشددة، مثل داعش”.
ويتابع الدكتور نشواتي حديثه لنينار برس فيقول: “عمل النظام على تصوير الثورة السورية على أنها أعمال تقوم بها جماعات إرهابية، ودفع الأموال لشركات أجنبية لقاء نشر هذه البروبوغندا الكاذبة”.
إلا أن الدكتور نشواتي يعتقد أن المعارضة ذات التوجه الديمقراطي والليبرالي معنية بإبراز موقفها ورؤيتها، والتي تدل على أنها معارضة لا علاقة لها بالقوى الإسلامية الراديكالية مثل جبهة النصرة وداعش وغيرها من القوى المشابهة، ومعنية بتقديم نفسها أمام المجتمع الدولي، وتحديداً الغرب الأوربي والأمريكي، على أنها تريد بناء دولة متصالحة مع العلم والانسان والثقافة ومع العالم، ومع مبادئ حقوق الانسان، وهذا يتمّ عبر نشر برامجهم السياسية التي يتبنون فيها الديمقراطية والحريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية”.
س2- ألا ترى أن تحرير سوريا من الاستبداد والاحتلالات ممكن فقط في حالة واحدة هي وجود مرجعية وطنية تنبثق عن مؤتمر سوري شامل؟
تحرير سوريا يحتاج نخبها
يعتقد الدكتور نشواتي: “أن تحرير سوريا من الاستبداد عن طريق مؤتمر سوري وطني شامل، يعتبر ركيزة أساسية لا بدّ منها”، لكنه يتساءل قائلاً: “كيف يمكن تجميع السوريين “الثوار والجماهير” لعقد عمل مؤتمر وطني شامل؟ أرى أن الآلية والطريقة صعبة، لأننا كشعب سوري كنّا محكومين لخمسين سنة تقريباً بتهميش سياسي، وقمع فكري، وإجرام، وإرهاب، وخوف، ولم يكن لدينا خبرة بالتنظيم، ولم ندرس التنظيم، أو الفكر السياسي، أو الفكر التنظيمي لتنظيم أنفسنا”.
ويضيف نشواتي: كنّا نعاني من الكبت السياسي وعدم الخبرة وعدم الجاهزية والاستعداد، وعدم وجود جذور أو أسس نقدر نبني عليها منظمات”.
ويعتقد الدكتور هشام نشواتي: “أن التحضير لعقد مؤتمر وطني سوري شامل هو فكرة جيدة، وهو إحدى السبل لتحقيق أهداف الثورة، لكن مجرد التحضير لهذا المؤتمر يحتاج وقتاً، ويحتاج تصحيحاً للأفكار، يجب أن نغيّر الوعي الفكري والوعي التنظيمي والسياسي والتعاملات والنفسيات وآلية العمل، فنحن لم نحقق خلال عشر سنوات الأهداف المطلوبة، لذلك يجب التغيير”.
ويوضح الدكتور نشواتي رأيه في التغيير المطلوب: “يجب تغيير وعمل كل شيء بشكل مختلف عن الأول، فإذا اخترنا نفس الأفكار، ونفس ألية التفكير، ونفس المبادئ، سنحصل على نفس النتيجة، ولذلك لا بدّ من التغيير”.
ويضيف: “يجب العمل بطرق وأليات مختلفة، نغيّر الفكر نفسه، ونغيّر التحليل نفسه، وهذا ضروري حتى نطلع بمؤتمر وطني ناجح، والطريق إلى ذلك يحتاج عملية لإعطاء الاولوية للخبراء والدارسين بالأمور السياسية، لقيادة مثل هذا الخطوات المقبلة، لأن السابقين الذين لم يستطيعوا تحقيق نجاحات معقولة عليهم أن يتراجعوا إلى الصفوف الخلفية وأن يدعوا القيادة لمن لديهم خبرات، وخاصة الخبرات السياسية”.
ويرى نشواتي أنه يجب أن يكون هناك دارسون بالعلوم السياسية، يقدرون أن يقودوا وأن يعملوا على خدمة إنجاز مهام الثورة، وأن يكون هناك تشكيلٌ هرمي، تنظيم مبني بشكل علمي وليس بطريقة عفوية”.
Autore Redazione Arabia Felix
Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.