Home Arabia Felix العراق وُجهَة أوكرانيا لتجنيد المرتزقة!

العراق وُجهَة أوكرانيا لتجنيد المرتزقة!

669


Download PDF

عماد الشدياق

بثّت مؤسس “دويتشه فيله” الحكومية الألمانية الناطق باللغة العربية، قبل أسابيع، برنامجاً تناول معلومات مصدرها العراق، تتحدّث عن تجنيد مقاتلين عراقيين كمرتزقة، من أجل القتال إلى جانب الجيش الأوكراني، وذلك لقاء أربعة آلاف دولار أمريكي شهرياً.

بدا لافتاً جداً وغير مألوف، أن تتناول هذه المؤسسة الألمانية- الأوروبية الداعمة للجيش الأوكراني، مثل هذا الملف. وهذا ما أعطى مؤشراً إلى أنّ ما يتمّ تداوله في وسائل إعلامية مختلفة، قد يكون صحيحاً إلى حد بعيد جداً.

خلال عرض البرنامج المذكور، سيّرت المؤسسة على موقعها استطلاعَ رأيٍ على صفحتها في “فيسبوك”، سألت فيه روّادها عن آرائهم حول هذه المعلومات، حيث جوبهت بموجة غضب من مواطنين عراقيين رافضين مثل هذه “التُهم”.

المؤسسة استضافت أيضاً على تردّد راديو “دويتشه فيله”، خبيراً عراقياً في مجال الأمن والإرهاب (جاسم محمد) كشف أنّ مواقع عراقية كثيرة ذكرت معلومات إضافية عن هذه القضية، وتحدّثت عن تهافت القنصليات الأوكرانية في المنطقة العربية، على تجنيد المرتزقة وخصوصاً من أربع جنسيات، على رأسها الجنسية العراقية، من دون معرفة الجنسيات الأخرى أو أسباب تفضيل العراقيين عن غيرهم، مفترضاً أنّ ذلك مردّه على الأرجح إلى الخبرة القتالية التي راكمها العراقيون منذ العام 2003 تاريخ الغزو الأمريكي للعراق.

الضيف نقل أيضاً أنّ الأوكرانيين أنفسهم يروّجون بأنّ عملية التجنيد “تحصل بمعرفة الحكومة العراقية التي تغضّ النظر عن الموضوع”، وهذا ما اعتبره مقدّم البرنامج في إذاعة “دويتشه فيله” إدعاءً خطيراً لا بدّ من أن يُوجّه إلى الحكومة العراقية، لأنّه يرتّب عليها مسؤوليات كبيرة، مستغرباً في الوقت نفسه “كيف يُعقل أنّ يذهب بعض العراقيين إلى الموت في أوكرانيا، وهم مهددون بالموت أصلاً في بلدهم المفكك”.

هذه المعطيات تتقاطع مع معلومات إضافية تكشف بالفعل أنّ مواطنين عراقيين خدموا سابقاً في القوات المسلحة العراقية ولديهم خبرات قتالية، يتمّ تجنيدهم على يدّ القنصلية الأوكرانية في بغداد، من أجل المشاركة في القتال إلى جانب الجيش الأوكراني ضد روسيا.

المعلومات تكشف أنّ هذا النشاط يقوده الملحق العسكري في السفارة الأوكرانية في بغداد، بواسطة بريد إلكتروني ينتشر عبر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقبال طلبات الراغبين بالانضمام إلى القتال، وكذلك رقم هاتف عراقي يقوم موظف في السفارة، يعرّف عن نفسه باسم “أندري”، بالتواصل عبره مع المتصلين المهتمين.

أمّا البيانات المقبلة من الميدان الأوكراني، فتكشف أن هؤلاء المرتزقة يستخدمهم الجيش الأوكراني فعلاً لتعويض خسائره من الأوكرانيين، أي أنهم بمثابة “وقود”، حيث تُرسلهم القوات المسلحة الأوكرانية إلى الصفوف الأمامية من أجل استخدامهم دروعاً بشرية، بعد أن تزوّدهم بأسلحة ومعدات قديمة غالباً، ناهيك عن حرمانهم من الطعام والشراب. في حال تعرّضهم للإصابة، تكشف المعلومات أنّهم يُحرمون من الإسعافات الأولية، ويُتركون بلا الرعاية الصحية المطلوبة أو الأدوية، التي يفضّل الجيش الأوكراني الاحتفاظ بها للإصابات المحتملة في صفوفه وليس للغرباء.

خلال المعارك، تُنسب الهزائم إلى هؤلاء المرتزقة، ويلامون لتدني معنوياتهم القتالية. يُخدعون ويستدرجون إلى أوكرانيا، ثمّ لا تُدفع لهم الأموال تحت التهديد بـ”الإعدام الميداني”، بحسب ما تؤكد المعلومات. يعاملون كأشخاص من الدرجة الثانية، ويُطلقون عليها أسماء غريبة.

وفيما تصف مصادر دبلوماسية قنوات التجنيد هذه بـ”الفخ” للشباب العراقي، تستغرب “صمت السلطات العراقية” عن ممارسات السفارة الأوكرانية في بغداد، وخصوصاً سلوك الملحق العسكري فيها، إذ لا يشعر الدبلوماسيون الأوكرانيون بأيّ أسف أو إحراج من القيام ذلك.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، كشف بنفسه عن سفر عشرات آلاف المتطوعين إلى أوكرانيا للانضمام إلى قواتها، كما أنّ الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أعلن أنّ بلاده ستنشئ فيلقاً دولياً للمتطوعين من الخارج.. وهو ما أكدته صحيفة “تايمز” البريطانية، وقالت إن أوكرانيا تقوم بتجنيد “مرتزقة ماهرين” لتنفيذ عمليات داخل البلاد، مقابل مبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى 2000 دولار يومياً.

Autore Redazione Arabia Felix

Arabia Felix raccoglie le notizie di rilievo e di carattere politico e istituzionale e di sicurezza provenienti dal mondo arabo e dal Medio Oriente in generale, partendo dal Marocco arrivando ai Paesi del Golfo, con particolare riferimento alla regione della penisola arabica, che una volta veniva chiamata dai romani Arabia Felix e che oggi, invece, è teatro di guerra. La fonte delle notizie sono i media locali in lingua araba per dire quello che i media italiani non dicono.